أرشيف شهر: نوفمبر 2017

رشيد ياسين: عنف النقـد وانضباط القصيدة 

ما تناهى إليّ من صورة الشاعر رشيد ياسين، قبل أن أعرفه شخصياً، أنه فارس الجدل المحتدم والمواجهات الأدبية بامتياز، وكان باسلا في الدفاع عن مواقفه في الفكر، والسياسة، والحياة، لكن علاقتي به قربتني من السفح الآخر من الجبل. كان واسع المعرفة بالأدب واللغة. وكان يبدو أحيانا وكأنّه ملتقى حي لشخصيات متناقضةٍ أو متنافرة على الأقل، شخصيات يكون الجمع بينها مدعاة ...

أكمل القراءة »

مجلتان عصيتان على النسيان 

حين عصفت ريح القصيدة العربية الجديدة، امتلأ الجو بالرعد والوعود والفوضى. وما كان لذلك المناخ الشعريّ أن يظلّ محتدما بالجدل الذي يرتطم ببعضه البعض، والنصوص التي تتعاكس في خياراتها الفنية، لولا بعض العوامل التي أرسلتْ إليه بالمزيد من الوهج والقوة. كان ثمة مجلتان في منتهى الحيوية، تقاسمتا حيوية النهوض الشعريّ والأدبيّ في منتصف القرن الماضي، وكان لكلّ منهما ما يجعلها ...

أكمل القراءة »

شيء عن الشعوب السعيدة 

لماذا نحسّ، نحن العراقيين تحديدا، أو البعض ممن جرّب السفر منا على الأقل بنوع من الأسى الخفي أو الحسرة التي تقبل كالغيم من جهات شتّى، كلما عدنا من رحلة ممتعة أمضيناها في الخارج. كثيرا ما كان يراودني هذا السؤال الذي لا أملك له دفعا. ولست أدري على وجه الدقّة إن كان ما أتحدّث عنه ينمّ عن تجربة شخصية أم أنه ...

أكمل القراءة »

كلمات عن قصيدة الطفـل 

ثمة هوة كبيرة، كما يبدو، تفصل بين واقعين لشعرالأطفال، يكون شاعر الأطفال، في الواقع الأول، رجلا مكتهل الروح يكتب عن الطفل، ويتحدث عنه لا إليه. يكتب للطفل استنادا إلى معرفة عقلية بالحياة والعالم لا غبار عليها، لكنها معرفة تفتقر إلى تلك الخفقة الوجدانية، وذلك الدفء الحسي الصافي. أما الواقع الثاني، فيتمثل في شاعر لم يفارق طفولته لحظة واحدة. لا يكتب ...

أكمل القراءة »

بـلاد الغيـم والبشاشة

كان مساء لندن يمضي على سجيته متدفقا وكثيفا، يختلط بالضوء الصاخب تارة وتدافع المارة تارة أخرى. وثمة شيء من قلق حميم بدأ يدبّ في النفس. كنتُ في انتظار صديقي الشاعر الذي تأخر عن الموعد على غير عادته. ولم يدُرْ في البال أبدا أن عقب سيجارته، كما اتضح لاحقا، هو السبب في ذلك التأخير كله. بقية سيجارة موشكة على الهلاك، يلقى ...

أكمل القراءة »

شعرية الرواية أم شاعريتها 

قراءة الرواية متعة كبرى، لكنها لا تكون كذلك دائما، فقد تكون عبئا، يورث الندم على ما أهدرنا من وقت وما ارتكبنا من خطأ في الاختيار، وقد تكون التجربة سارة. حالتان كثيرا ما نصادفهما، ونحن تقرأ نصّا روائيا. قد نقرأ النصّ بنشوة متصلة اتصال الرواية لغة وموضوعا وشخصيات وتقنية ورؤيا. وقد نجد في قراءة الرواية، مشقة واضحة، فنكثر الانسلال منها، كما ...

أكمل القراءة »

رقة الحيوان وقسوة البشر 

أي لحظة حافلة بالغضب أو اليأس أو الوحشة تلك التي دفعت الشاعر الشِنْفَرى، ذلك الصعلوك الجاهليّ، إلى تفضيل الحيوانات على إخوته، واتخاذها أهلاً، بدلاً عنهم، يحفظون سره ولا يخذلونه عند الشدة؟ لا شك في أنها لحظة من الإحساس العالي بالعزلة؛ “ولي دونكم أهْلـون”، لحظة قد تمر بنا أو نمر بها جميعا، وربما جرب مرارتها سوانا. في لحظة كهذه يشعر الإنسان ...

أكمل القراءة »

عن أيامنا الجامعية الأولى 

علي العلاق قبل سنوات طويلة، وفي لحظة جامعية لا أنساها، حدث معي ما سأذكره الآن بفيضٍ من الحنين. سألتُ أستاذ البلاغة، وهو أحد الأساتذة النابهين الذين أحمل لهم قدْرا عاليا من المودّة عن تخلّف البعض من التصورات البلاغية القديمة قياسا باللحظة الشعرية آنذاك. وقرأتُ عليه، أمام الطلبة طبعا، المقطع التالي من شعر أدونيس “وكأنّ النهار- عرباتٌ من الدمعِ- غيّرْ رنينك ...

أكمل القراءة »

حارسة الغياب

ثمة حزن لا يزال حارا وشديد النقاء، ظل يقف بيني وبين لقاء الشاعرة والناقدة الفنية مي مظفر، منذ رحيل زوجها الفنان رافع الناصري وحتى فترة قريبة. سنتان تقريبا وأنا أتهيّب السير في الطرق المؤدية إلى حزنها القاسي. كنتُ أحسّ وأعرف أنها كانت تحرس غيابه الكبير بعينين ذابلتين لا تملكهما إلا زوجة وفية مثلها أو أم مفجوعة مثلها أيضا. حين جلستُ ...

أكمل القراءة »

ملكوت عبدالله

الشاعر لا يحلق، في الغالب، بعيدا عن أعشاشه الأولى، إلا ليعود إليها بلهفة أشد وأقسى. وهو لا يفارق سماءه التي أطلق في رحابها جناحين حرين كالهواء ومترفين كالقطن. إنه الكائن الذي يفنى في محبة المكان حد انتشاره في الأمكنة كلها، حتى تبدو وكأنها جزء حي من ذاته المتوقدة، أو بعض من تشظيات سيرته المشحونة بالمحبة أو الحنين أو الغضب. وها ...

أكمل القراءة »