مقالات

هل كان جبرا إبراهيم جبرا كائناً تراجيدياً ؟

       لا تبدو الإجابة على هذا السؤال يسيرة للوهلة الأولى، فقد عاش جبرا إبراهيم جبرا حياة حافلة بالفرح واللذة والمغامرة والنجاحات، كما يتضح من سيرته الذاتية ومنجزه الإبداعي. ومع ذلك فإن ثمة ترابطاً عميقاً بين اللذة والموت في الكثير من أعماله الروائية، وهو موتٌ غرائبيٌّ أو أسطوريٌّ. ومثلما يرتبط الموت باللذة في أعماله فإن هذا الموت ملتقى للموت ...

أكمل القراءة »

الشاعر عبد العزيز المقالح

    ينادي غزلانه الضائعة هامساً    في ليلة يصعب عليّ نسيانها من عام 1985 كنت أزور صنعاء للمرة الأولى، وكم أدهشني ليلها المفعم برائحة المطر والغبار. كان ذلك الليل الصنعاني في هزيعه الأخير، وبينما كان الغيم يتهدّل على التلال المجاورة كان هناك حوار مائيّ لا يهدأ بين المطر وتراب الأزقة. ومع ساعات الصباح الأولى كنت أرى الحياة، من نافذة ...

أكمل القراءة »

حنيناً إلى غضب الجواهري 

كيف يكون للقصيدة أن تظل مترفعة عن ملامسة الواقع الذي يقع على مقربة منها دون أن تلحق بها شبهة السكوت عن جزء من مهمتها التي لا تتعارض مع كونها شعرا؟ أليس للقصيدة من مهمة حضارية أو إنسانية؟ أليس لها، في فترات تاريخية محددة، من حياء قابل للخدش وهي ترى الدم يزحف في كل اتجاه، تاركا وراءه بلدانا تشخب دما، وشعوبا ...

أكمل القراءة »

البياتي المثير للجدل 

كانت عيناه الوادعتان مشدودتين دائما إلى البعيد والقصيّ، وكأنه ينوء بميراث من أسى شفيف، أو طفولة مجروحة، يشوبها طيف من سخرية عميقة الغور. ورغم هذا المظهر الحافل بالوداعة والتأمل، كان عبدالوهاب البياتي شخصية شديدة الوعورة ومثيرة للجدل. لقد كان، كما قلتُ عنه ذات مرة “مثل شجرة برية، شائكا، ومهيبا، وقادرا على الإيذاء”. لقد نجح البياتي في إنجاز ما نعدّه شخصية ...

أكمل القراءة »

تـأمـلات فـي كتابـة القصيـدة 

-1-   أتساءل ، أحياناً : ألا يعد حديث الشاعر عن سلوكه الشعري نميمة من نوع خاص ، هتكاً للسر، أو وشاية بالقصيدة؟ ألا يعني ذلك أن الشاعر يفتح ورشته الشعرية للريح وفضول المارة ؟ ثم ألا يكشف حديث كهذا لعبة الشاعر التي حرص، دائماً، على أن تظلّ سرّية، وعصية على الفضح؟ حين يتصدى الشاعر لمهمة شاقة وشيقة كهذه لابد ...

أكمل القراءة »

مغنية الفرح الحزين 

ينتشلني صوتها من لحظتي الراهنة، وكأنه جوقة من الطيور الثملة، تصعد بي عائدة إلى أول الينابيع، كانت فيروز تلفّ لبنان كله بالمحبة والفرح، وتشد الجبال إلى بعضها بعضا بالرحمة والضباب. كنا ثلاثة: الدكتور نديم نعيمة، والشاعر فؤاد رفقة، وأنا، متجهين عام 1973، إلى قرية بسكنتا، حيث يقيم الأديب الكبير ميخائيل نعيمة. حين وصلنا إلى هناك أحسستُ بقشعريرة من نوعٍ خاص، ...

أكمل القراءة »

ثقافة الموقف وثقافة الذاكرة 

في نقطة بعيدة في الزمان، ربما في أول الصبا، أو في أول أيام التفتح على القراءة تحديدا. علقت في الذاكرة عبارة لا تزال تحتفظ بدلالة فريدة، بالنسبة إليّ، حتى هذه اللحظة. ربما لم أتوقف كثيرا، أو كما ينبغي، أمام تلك العبارة آنذاك. لكنني سرعان ما أدركت أنها عبارة ذات جاذبية، عبارة تصلح للرجوع إليها، أو تصلح مفتاحا لخزين من القراءات ...

أكمل القراءة »

ما أكثر المدن… وما أقـلّها 

قلبُ يألفُ الأمكنة وذاكرةٌ ينهكها الحنين. تصلح هذه العبارة، كما أعتقد، تعريفاً لكل إنسانٍ مرهف، فثمة لحظاتٌ تظلّ مفعمةً بمشاعر فريدةٍ تتعلق بالمدن التي عرفناها، أو زرناها، أو ولدنا فيها أو قريباً منها. سأبدأ من أكثر تلك اللحظات إثارةً للضمير والوجدان. لحظةٌ بعيدةٌ وخاطفة، لكنّ معانيها البليغة ما تزال صالحةٌ للتأمل في حاضرنا الحافل بالموت وضياع المروءات. كان ذلك قبل ...

أكمل القراءة »

دوافع الكتابة الشعرية 

                                                                                        كيف تنبثقالقصيدة، هذه اللحظة اللغوية والنفسية والوجدانية الخاصة؟ وكيف تتشكل في ذلك المتاه السريّ الحافل بالظلمة والنداءات ...

أكمل القراءة »

لا تلتفت وراءك بغضب

ليس من صلةٍ، من أيّ نوع، بين هذا العنوان وصرخة المسرحيّ البريطاني جون أوزبورن في منتصف القرن المنقضي، فالماضي الذي أعنيه هنا هو ميراثنا الشخصيّ الحافل بالألم أو المباهاة، فبعد رحلةٍ حياتيةٍ حافلة بكلّ شيء، لن يكون الخريف صديقاً لدوداً بالضرورة، كما أن ماضينا ليس مدعاةً للهجاء دائماً. إن فيه الكثير مما يستحق التذكّر الشجيّ واللهفة التي لن تهدأ حتى ...

أكمل القراءة »