أرشيف شهر: نوفمبر 2017

صباحات خريفية 

صباحات خريفية متعة قصوى، أن تشهد يقظة الصباح الأولى، وهو يهبط من سريره الكوني، لينساب في هواء المدينة الصغيرة طريا، وخفيفا على القلب. يتساقط النوم من أعالي الشجر، ولا تظل الطيور على حالها، بل تلتحق بجوقة الفرح الصباحيّ، تنسلّ من كسل الليل داخلة إلى بدايات النهار الأولى نشيطة فرحة. مشهد يومي صرت حريصا على لقائه كل يوم. غير أن أجمل ...

أكمل القراءة »

الشعر بين العبث والضرورة 

في هذا العالم المحتشد بالجنون والقسوة، هل يظل للشعر مكان ينشط فيه، وغاوون يصغون إليه بشغف أصيل؟ وعندما تشتعل أيامنا بالمحن والكوارث هل يغدو الشعر ترفا، أم ضرورة، أم عبثا لا طائل من ورائه؟ وبمعنى آخر، هل زمن الشعر هو زمن الاستقرار وهناءة البال فقط؟ ويمكننا القول إن أسئلة كهذه تحمل في داخلها الجواب الذي لا مواربة فيه. مع أن ...

أكمل القراءة »

الشعر وطريق الآلهة 

كم كبير هو الشبه بين النهر والقصيدة، فهو شقيقها أو قرينها الجميل. صحيح أنه يقع خارج اللغة، لكنه شريك القصيدة في ما تدخره من جمالية فائقة. فالنهر قصيدة مائية بامتياز. لغة تتموج وتغيم، وتصطفق وتهدأ، في حركة مرفرفة كأجنحة تهم بالنهوض، وناعمة كنوم يخالطه تعب خفيف. ولاشيء كالنيل، يذكرني بالشعر، ويعيدني إليه. ومثلما لا يذكرني أحد بنهر دجلة كما يفعل ...

أكمل القراءة »

الصندوق الأسود للقصيدة 

في ورقة نابهة قدمها الناقد سعد البازعي، في ملتقى القاهرة الشعري، حظي القارىء الضمني بعناية خاصة. ولم يكن حديث البازعي قراءة استعراضية، مهووسة بالمصطلحات ولغة الاختصاص الضيقة، كما لم تكن قراءة تعيد علينا إنتاج ما ردده طويلا نقاد استجابة القارئ مثل آيزر، وياوس، وروبرت هولب وغيرهم. بل كانت كشفا متريثا وشديد الوضوح يتفحص فيه البازعي ضغط اللحظة الرقابية المسلطة على ...

أكمل القراءة »

ما يضيع في الترجمة

ما الذي يجمع بين الشاعر الأميركي روبرت فروست والعربي الموسوعي الجاحظ؟ لا يمكننا البحث عن شبه ما يجمع بينهما في جنس الكتابة التي يمارسانها، أو الفترة التاريخية، أو البيئة الاجتماعية، أو المظهر، أو السيرة الشخصية لأي منهما، أو نمط الحياة التي عاشاها. علينا إذا أن نبحث عما بينهما من شبه في مكان آخر: أعني في تلك النظرة بالغة الرهافة إلى ...

أكمل القراءة »

المتنبي وسؤاله الجارح 

على العلاّق بين المتنبي والعيد رباط وثيق. فلماذا يذكرنا العيد بالمتنبي، تماماً كما يذكرنا المتنبي بالعيد؟ لماذا يوقظ فينا هذا الشاعر، في هذه المناسبة تحديداً، إحساسنا بالغضب، أو الفجيعة، أو القهر، بدل الإحساس بالفرح أو الرفعة؟ في مثل هذه الأيام، وهي أيام ترتبط بالبهجة والعيد والتحولات، نصحو فجأة من استسلامنا الهادئ المطمئن لتيار من الألفة الحزينة المسترسلة داخل النفس، الاستسلام ...

أكمل القراءة »

طفولة مثل سراب بعيد 

علي جعفر العلاّق كيف تتصل القرى، أعني قرانا بالمدن التي تجاورها، أو التي تقع على مرمى ساعات منها؟ كيف تتلمس ملامحها المكتظة أو تشتم روائحها البعيدة؟ ليست قرانا نائية عن المدن تماما، وإن بدت كذلك لشدة ما تعانيه من فاقة وعزلة. فهي قرىً ترتجف وحيدة في العراء البارد، أو تتفصد عرقا تحت شموس متفحّمة، مع أن الفارق بينها وبين مدننا ...

أكمل القراءة »

جمهور الشاعر وقراؤه 

علي جعفر العلاّق تساءلت، في كتاب عن الشعر والتلقي صدر لي قبل سنوات “ما الذي يدفع شاعرا مثل أدونيس إلى أن يتحدث، في حوار مع إحدى المجلات الأسبوعية، بهذه النبرة اليائسة “ليس لي جمهور، ولا أريد جمهورا”. ولم أكن متيقنا حينها هل كانت صرخة أدونيس تلك بدافع اليأس أم بدافع الشجاعة. واليأس الذي أعنيه ليس يأسا يتعلق بأدونيس تحديدا، ولا ...

أكمل القراءة »

في أخلاق الناقد الأدبي 

علي جعفر العلاّق يمكن للنقد الأدبي، أحيانا ولدى بعض المشتغلين فيه، أن يكون نشاطا مراوغا، وحمّالَ أوجه عديدة: فهو هادمٌ للذات تارة، ومختلقٌ للفضائل لمن لا يستحقها تارة أخرى. شفيفٌ وعميق ومصدر للبهجة والوعي العالي حين تتوافر له اشتراطات بذاتها، ولكنه متجهمٌ وسيءُ النية ومناسبةٌ لتصفية الحسابات في أوقات أخرى. ويمكن للعمل النقديّ، إذا كان الناقد موهوبا وعارفا ورائق النفس، ...

أكمل القراءة »

ذاكرة الشاعر.. ذاكرة القصيدة 

علي جعفر العلاّق منذ صرخة المتنبي في وجه من انتقدوا شراهة ذاكرته الثقافية حتى الناقد الأميركي المدهش هارولد بلوم والجدل لا ينقطع حول صلة القادم الشعري بسلفه من تراث السابقين. وهو جدل، ولا شك، بين الجسد وخبرته الحارة من جهة، وتلك المسالك المنسلة من الذاكرة أو القادمة إليها من جهة أخرى. الشعر، عند المتنبي، ليس كله محرقة للروح، أعني ليس ...

أكمل القراءة »