يريحُ الليلُ هيكلَهُ على حجرٍ خرافيّ
ويوميءُ حيثُ نجمتُنا القديمةُ ..
نرتقي معهُ :
مغنّونَ بدائيونَ ..
مهمومونَ ..
أيتامٌ ..
يشرّدنا عذابٌ دائمُ الخضرةِ
لا مدنٌ نرافقها الى مرعىً يربّي الخيلَ والكمأةَ ..
لا ليلٌ نمشّط شعرَه المائيَّ بالناياتْ
ونعصرُ من قصائدنا رقىً تشفي من النسيانِ
والغِلْظةِ والحيّاتْ ..
لسيدتي شـذى حزنٍ بدائيٍّ ..
لها قدمانِ من مطرٍ ..
لها كفّانِ من ورق الغيابِ المرِّ..
واسـمٌ مثل مصباحٍ يتمتمُ عارياً في الريحِ ..
هل جاءت مصادفةً ؟
أتتنا غفلةً ؟
عادت من المنفى .. ؟
ولي حُلُـمٌ يناكدني ، أراوغُـهُ ..
أشقُّ النومَ نصفين فلا ألقى سوى طفلٍ،
وحيداً حافياً يبكي أمام الكونِ :
أنهارٌ، نساءٌ يبتكرْنَ الهجرَ واللذّةَ ،
مشحوفٌ يُقلُّ الندمَ المائيَّ والدفلى ،
مغنّونَ بدائيّونَ ، صحراءٌ
يعذّبها أنينُ القصبِ العاري ..
وعشاقٌ بنوا أيامَهم من عسجدِ الفـاقةِ
والآهـاتْ ..
تزيلُ الأرضُ قشرتَها
فأسقطُ من لحـاءٍ دافىءٍ ..
أحْبو وحيداً حافياً. أصغي الى حلمٍ قديـمٍ ، أقتفي أثَرَهْ ..
وليلٍ كان، طولَ الليلِ ، يمنحني كواكبَهُ البطيئةَ
حيث لا صحبٌ بدائيّونَ ينتظرونَ ..
لا أنثى الغيابِ المرِّ منتظِرةْ ..