حصاد

 الى مظفر النواب ثانيةً

 

     

جوقةٌ من ظباءٍ تجوبُ القصيدةَ ..

قاطرةٌ تتلوّى من القهْـرِ ..

تنشبُ أظفارَها في العراءٍ الذي

يتكررُ في كل ثانيةٍ ..

بينما تتتلفّتُ ، من فرطِ

لهفتها، السيّدةْ..

 

كان يذوي وحيداً

على قـاع زنزانةٍ تتآكلُ فيها اللغة ْ ..

ليس إلا عويلُ الحديدِ ، يمرُّعلى قشرةِ الروحِ ..

إلا الحبيبةُ تشرقُ، ملءَ القصيدةِ ، مبتعدةْ ..

 

ببقيةِ ملْعقةٍ أوسكاكينَ عمياءَ  يحفـرُ أيامَهُ ..

وينقّبُ في طينِ وحشتها الصّلِدةْ

عَـلّهُ واجـدٌ هُـدْهُـداً ، يتقدّمُهُ

صاعداً في الظلام الى سُـرّةِ الأرضِ

أوشمسها المجهدةْ..

 

 

يتأمّلُ في قـاع بئرٍ معطّلةٍ :

مدنٌ تتآكلُ بين يديهِ ..

تجـاعيدُ  تكتبُ بالضوءِ

ما تهملُ الذاكرةْ ..

ثم ينفضُ عن ماءِ مرآتهِ ضجّة القاطرةْ :

ذي وجوهٌ تغيبُ، وأخرى تطلُّ على وطنٍ

يتساقطُ من شاهقٍ ..

عرباتٌ تروحُ وأخرى تجيءُ ..

ترفرفُ ما بين عينيه رائحةٌ لغيابٍ وشيكْ

لا يرى بَـدْءَهُ ، لا يرى منتهاهْ ..

لا يحفُّ بهِ ، في تموّج هذي المرايا، سواهْ ..

 

هل تَملُّ من الحلْمِ قاطرةٌ .. ؟

هل تملُّ القصيدةُ فوضى استعاراتها ؟

هل تملُّ تلفّتَها السيدةْ ..؟

……………

…………

كان ثمّةَ دمعٌ يضيءُ

وثَـمَّ حنينٌ تضيقُ به الأوردةْ ..