هكذا، ربما، رُتّبَ الكونُ :
آلهةٌ تتوالى، فصولٌ تغيمُ وتعْرى،
مغنون يبتهلون إلى صخرةٍ ، أو إلى مطرٍ تائهٍ
فيفوح شذى حزنهم عارياً يملأ الأرضَ ..
هكذا رَتّبتْ كلَّ شيءٍ، كما تشتهي، الآلهةْ
ممالكُ مائيةٌ، تتبادل ما يهبُ المـاءُ
من فرحٍ أو شتاتٍ، وكلٌّ له لونُهُ
مثلما الموتُ، أو مثلما الفاكهةْ ..
وهنالك نحن الألى لم نجدْ مطراً أو مغنينَ
بل برابرةً يتهاوون من رحِمٍ خشْنةٍ ..
فيشبُّ الحصى في قصائدنا
مثلما حنظل الفلواتِ ..
كما تتبدّدُ أمطارنا التائهةْ ..
٭
ما الذي علّمتنا الرياحُ،
منادمةَ الفقرِ، والقهرِ، والذعرِ
أم صيدَ ما لا يصادْ؟
ذي معابدُ أوروكَ، كلٌ لهُ ملّةٌ
وأساطيرُ بلهاءُ، كلٌّ لهُ رايةٌ، أو بلادْ
تلك آلهة من نبيذٍ وتمرٍ، وهذي سيوفٌ
تسنُّ على صخرةٍ
من رقابِ
العبادْ
٭
وانتظرنا قروناً
ننادي على حلُـمٍ شاردٍ
يا غيومُ، البلاد مضت قشرةً إثْرَ قشرةْ
يا هواءُ، اقتحمْ حقل أوهامنا علّها تتكشّفُ
عن مدنٍ ونساءٍ وخضرةْ ..
يا نساءُ تعالينَ مزدهراتٍ كما الخيلُ،
أو مثلما لغةُ النفّريّ، وزِحْزِحْـنَ هذا اليباسَ
عن النصّ حتى تفيضَ الرؤى والمسرّةْ ..
٭
واقفاً بين نهرينِ جفّتْ عروقهما
وعلى كلّ آجـرّةٍ آهـةٌ من يَدَيّ الترابيّـتينِ..
أما من خرابٍ أقلَّ؟ أما من غـدٍ؟
لغتي، مثلمـا كمـأةٌ، ذبلت في البراري
بعضُ ما ظلّ من حلُمي ..
بعضُ ما ظلّ من هذياني وناري ..
لا ندى غيمةٍ تتقدمني لا زئيرُ الضواريِ ..
لكنني سوف أصرخُ حتى تُمزَّقَ
من وحشةٍ رئتي ..
٭
أتُـرى هكذا رُتّبَ الكونُ؟
أنهارنا تتعفّنُ مثل ظهور السلاحفِ..
ينتفضُ الرعـدُ أخرسَ
ينتفضُ الكونُ: هل فكرةٌ من مياهِ ..
سأرشقُ بالدمعِ أو بالحجارةِ
بيتَ الأساطيرِ:
أيّةَ فاكهةٍ قـد شتمْنا؟
وأيُّ نبيٍّ أسأْنا لناقتِهِ؟
يا
إ
لا
ه
ي …
_______________________________________________________________________
نشرت في جريدة القدس ، بتاريخ 16 – مايو – 2023