حبرُ الـوَحشـة 

كنا مضيئينِ ..
بلْ كنّا نَفيضُ أسى وغِبطةً ..
وتُغنّي حَولَنا الريحُ ..
نُعاسُنا مُمطِرٌ عُشباً.. ويقْظَتُنا غَمامَتانِ
وأيْدينا المَصابيحُ ..
نَدنو من النّارِ
نَفْنى في تَشَمُّمِها حتّى نُجنَّ ..
أحلْمـاً كانَ أمْ لغـةً
يُفْضي بِها جَسدٌ يغلي إلى جســدٍ ..؟
آهٍ، كمْ امْتَلأتْ أقْداحُنا فَرَحاً مـراً
كم اشْتَعَلتْ أصابِعٌ، ومرايا
 كم بكى جسدٌ من لـذةٍ ، وتشظى
كم بكت روحُ …
واليومَ ..
– مهْلاً
أقـلـتُ : اليـومَ؟
أيُّ غـدٍ يجتاحُنا ؟
هل سرابٌ ذاكَ أمْ سحبٌ خفيضةٌ ،
أم يدٌ تصغي لحيرتها؟
أم حِبْرُ وحْشَتِنا، كالغيـمِ
 مَسْفـوحُ ..؟
تَنأى بِنا الرّيحُ :
كلٌّ صوبَ هاويةٍ
يسوقُنـا مطَـرٌ أعْمى وتبْريـحُ . .