فاكهة الماضي 1985 

مختارات

  • فاكهـةُ الماضـي
  • مرثيـةٌ جديـدةُ إلى قرطبـة
  • Exeter
  • عــاشــقـان
  • مقالة عن الديوان
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
فاكهـةُ الماضـي

أجراسُها أغنيةٌ من فضّةِ الكلامْ
فاكهةٌ من شجَرِ الذكرى، صدىً،
سقْفٌ من الخُضرةِ والغمامْ
يمتدُّ من واجهةِ الفندقِ حتّى الأفْـقْ..
أجراسُها حشدٌ من اليمامْ
يمرحُ في قصيدتي، يطيرُ ما بين الصدى
وزهرةِ الكلامْ ..
تنسلُّ من خبائِها ..
تُهرَعُ صوبَ الجبَلِ الباردِ
حيثُ العشبُ في سريرِهِ
والريحُ في الظلمةِ ضوءٌ 
والغصونُ تنحني
في خضرةِ المنامْ .
آنيةٌ للخمْرِ كلُّ شرفةٍ،
ســـيّدةٌ في مجدِ عنفُوانِها
والطُرُقاتُ الضيّقةْ
 قصيدّةٌ
 صدىً قديمٌ
شهوةٌ
حجارةٌ معتّقةْ ..
والصِبْيَةُ المجتمعونَ
يبْتَنونَ قلعةً منالرمادِ  
يُنشدونَ حولَها
يا جَبَلاً من الرمادِ والحجرْ
غرناطةٌ فتاةُ حيِّ البائسينَ، 
خمرةُ الغجرْ..
تتركُ كلَّ ليلةٍ فراشَها 
للريحِ والمطرْ ..
ألمحُها في فجرِ كلِّ يومْ
تنسَلُّ من نُعاسِها ساعةَ يحلو النومْ
ساعةَ يغدو الضَوْءُ والظلمةُ
توأمينِ، والندى سريرْ
تجلسُ عندَ آخرِ الليلِ..
على بساطِهِ الأخيرْ
ألمحُها، أهتفُ:
غرناطةُ يا فاكهةَ الماضي،
نسيمٌ واحدٌ يلفُّنا
غبارُنا من الزمانِ واحدٌ، 
أوراقُنا واحدةٌ ..
نحنُ
بقايا
طلَلٍ
مباركٍ
نحـنُ
شَ
ظ
ا
ي
ا
حُلْمِنا الأخير ..
الصخرُ يبتلُّ، صدىً قديمْ
يغمرُني، فاكهةُ الماضي
تُضيءُ بين أذرُع الشجرْ
تدعو العصافيرَ إلى سريرِها الغائـمِ
تدعوني إلى السهرْ
غرناطةٌ ضيفي، وذي قصيدتي،
والليلُ في هزيعِهِ الأخيرِ،
والمطرْ
غطاؤُنا الملقى على الشجَرْ..
نجلِسُ بين الحُلْمِ والسريرْ
نرقبُ وردَ الفجرِ إذ يَغسِلُ
بالنومِ، وبالندى الأخيرْ
أوراقَنا..
يلمُّنا
شظّيةً شظّيةً
يمزجُنا بالغيــمِ، والخُضرةِ والقصيدةْ..
فاكهةُ الماضي على سريرنا الغائــمِ،
والنسيمُ يغمرُ الحصى، 
ويوقظُ البراعـــمَ الجديـدة..
 
 
 
مرثيـةٌ جديـدةُ إلى قرطبـة

“مقاطع”
 لم يكنْ من مدىً
بينَ أحجارِها والسماءِ
غير أسئلتي جهمةً وغبار ردائيْ
لم يكن غيرُ حشدٍ  من الغيم أبيضَ
ينحلُّ في طرَفِ الأرضِ، يبزُغُ،
ينحلُّ ثانيةً،
يتقدَّمُني يتمشّى خفيضاً ورائي..
وأنا ضائعٌ بينَ أحجارِها والسماءِ..
حُلُمي، حُلُمي..
أيها الأشيبُ، المدلَهِمُّ الخُطى واليدَينْ
جسَدي طلَلٌ، أين أقداحُهُ؟
ونداماهُ أيـنْ؟
لم يكنْ في المنامِ
سوى حُلُمي وعصايْ ..
لم يكن غيرُ راحلتي
هل هواها المُمِضُّ هـوايْ؟
عبرتْ غيمةٌ حائطَ النومِ،
أيقظَني عِـطرُها:
ذي بلادٌ من الماءِ، تأوي إليَّ
تُحّدثُني عن جنائِنها وأحدّثُها
عن قُـرايْ ..
نهضتْ غيمةٌ
غادرتْ خيمةَ النـومِ:
حشدٌ  من الأنبياءِ ينوحونَ في طلَلٍ،
ويُغَطّونَ بالدمعِ مئذنةً شاحبةْ
ورأيتُ بلاداً تُجاهدُ ألاّ تضيعَ
شممْتُ أريجَ منائرِها المتربةْ
وتملَّكني هاجسٌ:
تلكَ بيروتُ أم قُرطبةْ؟
وغزالُ صِبايَ المشرّدُ
أمْ تلك خمرتُهُ الطيبّةْ؟
ثمّ أسْرَتْ بنا خُضرةُ الغيــمِ
أسْرَتْ بنا خُضرةُ النـومِ
قـافـلةً من نجومٍ مكدّرةٍ
الطريقُ يئنُّ..
وكان ضجيجُ هواجسِنا كضجيج خُطانا :
لم يكُن في الطريقِ سوانا
لم يكُن في العَناءِ سوانا
– فإلى أين تقتادُنا
يا هَـوانا؟
نديميَ هذا الظلامُ، وصحراؤه الشاسعةْ
نديميَ أرضٌ تُجاهدُ ألاّ تضيعَ،
وكأسيْ سماءُ كآبتِنا السابعةْ
نديميَ هذا الأنينُ القديم :
أيُفضي الطَريقُ إلى وطَنٍ ضائعٍ،
أمْ إلى أمّةٍ ضائعةْ ..؟ 
ودخَلْنا أزقّتَها:
الشرفاتُ أنينٌ ووردٌ،
ومسجدُها ســيّدٌ غارقٌ في مهابتهِ،
حين بادرتُهُ بالسلامْ انحنى
وتلألأَ في شفَتَيْهِ غبارُ الكلامْ
ثم ضجَّ أنينُ الحجارةِ،
واتّسعَتْ ظُلمةٌ،
وتسامى عمودٌ من الضوءِ
ينحلُّ في طَرَفِ الأرضِ ..
ثمَّ سمعتُ نُواحَ الكتابةِ بينَ الحجَرْ
ورأيتُ طيورَ المطرْ
تتجمّعُ في مُقلةِ الشيخِ، تغسلُ
أحزانَهُ المتربةْ ..
ونما حًلُمي
قلتُ للحُلْــمِ: يا سيّدي
للقصيدةِ: يا زهرةَ الروحِ
للحُزنِ: يا ضجّةَ الأتربةْ
هل أُسميّكِ فاتحةً أم ختاماً؟
أسمّيكِ بيروتَ
أمْ قرطبةْ ؟
 
 
 
Exeter

غيمةٌ أم حجرْ؟ 
وردةٌ من زمانٍ مضى
أم شظايا زمانٍ سيمضي؟
غيومٌ من الأصدقاءِ
القدامى تُلوّحُ لي، أم حجرْ؟
صَخْرةٌ تقتفي حًلًمي، أم خُطى امرأةٍ
في المطرْ؟
ذاكَ بارٌ قديـــمٌ 
يضيء كراسيَّهُ الليلُ، والساهرونْ ..
تلكَ سيّدةٌ من حنينٍ وفَرْوٍ،
وذاكَ فتىً من أسىً وجنونْ..
رجلٌ ساهرٌ بين أنقاضه وأغانيهِ
مشتعلٌ بين أسئلةٍ جهمةٍ :
آخرُ الحُلْــمِ، أم آخرُ الوَهْــمِ،
هذا النَثيثُ على الذاكــرةْ ؟
أقواربُ مقلوبةٌ تستظِلُّ بها الروحُ من هلعٍ
أم شـــذى غيمةٍ عابرةْ ؟
ذا خريفٌ تُشتّتُهُ الريحُ في الطُرقاتِ
وفوقَ المصاطِبِ، في الروحِ،
 بين الحصى والقصائدِ،
بين الندى واشتعالِ الشجرْ
Exeter..
Exeter..
دفءُ حُلْــمٍ مضى،
دفءُ وهــمٍ سيمضي،
ويتركُني موحشاً كالمطرْ..
من يسيّج أرضيَ بالغيمِ؟
والكونَ بامْرأةٍ من حنينٍ وفروٍ،
 يحيطُهما بغبارِ الشجرْ ؟
من يباركُ روحيْ
يبلّلُ قِشرتَها بالمطرْ .. ؟
 
 
 
عــاشــقـان

“مقاطع”
الغيومُ الخفيفةُ تجـرفُها الريحُ
صوبَ النّهَــرْ..
غابةٌ ومساءٌ قديـــمْ
فندقٌ، وغيومٌ تمسِّحُ أذيالَها
بالشجــرْ..
كانتِ الريحُ باردةً ما تزالُ تهبُّ
فتدفعُ للنَهْرِ غيماً جديداً،
وســيّدةً تتشبّثُ من هلَعٍ ممتعٍ
 بفتاها ….
مطرٌ فوق معطفِها..
مطرٌ فوق أحلامِها..
مطرٌ شفتاها..
مطَرٌ عالقٌ بالشجَرْ
والرّياحُ تهبُّ على عاشقَـيْنِ
يغيبانِ في خُضرةِ الريحِ طوراً
و طوراً  يذوبان تحت المطر ..
الرياح تهب على الليل
شوقٌ قديـمٌ يسيلُ على الصخرِ،
فوقَ النوافـذِ، في الريحِ،
  بين ثنايا الشجَـرْ..
المناضدُ يغسلُها الليلُ،
وامرأةٌ تتلألأُ من شغَفٍ
يتضوّعُ منها الشذا
ورذاذُ السهَرْ..
تلكِ نافذةُ البار صاخبةٌ
والرياحُ تهبُّ
هنالِكَ جوعٌ قديـمٌ،
وكأسانِ مُترعتانِ، وقنطَرةٌ من حجرْ
تتصاعــدُ من حولِها ظُلمةٌ
ســمَكٌ هائجٌ، ونُعاسٌ قديــمٌ
يجيءُ مع الليلِ ممتزجاً
 بأنينِ الشجَرْ..
النسيــمُ خفيفــاً يهــبُّ على الفجـر  ..
تحتَ الندى ترتخي الآن قنطرةٌ 
من حجَــرْ ..
قَدَحانِ تغطّيهِما رغــوةُ الليلِ،
جمرٌ قديــمٌ، سريرٌ
عشيقانِ منطفِئانِ،  وحولَهما قُبَّـةٌ
من شظايا السهَــر..
 
 
 
مقالة عن الديوان: 
                                       الجــــدة والإدهــاش
                                        في فاكهة الماضي
 
                                     د. الأب يوسف سعيد
عندما أطالع ديوانا يحرك أحاسيسي الداخلية لا يكون هذا التحريك، أو التحرش الشاعري، إلا عن طريق اللغة المولودة للمرة الأولى عن سطور كتاب، فاللغة المنطلقة من أحاسيس الشاعر هي (الانفجار)، والثورة، والتجديد، والبناء.
عند العلاق أجد في كل قصائده هذا التجديد. وهذه الانفجارات.
تأمل- على سبيل المثال:
دمك الجمر يتبعني
أم حنيني القديم
أن الجديد في هذا التعبير المثير هو الذي يجعلني الاحق القصائد، وأتوقف عند كل بيت في جسد القصيدة. ترى متى كان الدم جمرا؟ وهو يحل مشكلة التفسير الذي نحن بصدده. (أم حنيني القديم) والحنين بحرارته يعادل الدم الحار والجمر الكاوي، وأجد في هذا ابتكارات عاطفية تفرزها اللغة. ومعاناة الشاعر، تلك المعاناة الحقيقية الصادقة والصارمة جدا..
وحتى نكتشف الجديد، في هذا الديوان، نعود كليا إلى تحليل قصيدته التي تطرقنا إليها وهي، بعنوان (مرثية جديدة إلى قرطبة):
لم يكن من مدى.. 
بين أحجارها والسماءِ..
غير أسئلتي جهمة ً
وغبار ردائي..
لم يكن من نديمٍ
سوى حلم يتناثرُ:
أيهِ
ظبي البراري اليتيمْ..
الشاعر يدخل بوابات حضارة عربية مندرسة، وحيدا، غريبا، على كتفه الأيمن عباءته العربية، جاث على قارعة الطريق، يفهرس التاريخ، ويتأمل أوجه المارة، ونجد في بعض السحنات دما عربيا، وفي فراغات الصحاري وحدته، فيوعز إلى شيئين يحركان فيك أكثر من شجن: أحجارها (أي غرناطة) والسماء، وإذا طأطأ هامته إلى الأرض لعله يجد حجارة صغيرة عليها أحرف عربية، أو لقيا، أو حرز عليه كتابات أو طلاسم سحرية، لا يجد كل ذلك، يبقى محذوفا على خاصرة الغربة، تحيط به أسئلته الجهمة، وغبار عالق بردائه، ما عليه إلا أن يناجي في يقظته أو حلمه، سيان، ظبي البراري اليتيم، وعندما تقرأ هذا المقطع ونتلمس الابتكار فيه:
لم يكن غير حشدٍ..
من الغيم أبيضَ..
ينحل في طرف الأرضِ..
يبزغ، ينحل ثانية ً
يتقدمني..
نلاحظ الجديد في هذه السطور؛ فالمعتاد عندما نقول، (لم يكن غير حشد) وبدون أن نفكر، أو نركز، تأتي الجملة المعتادة هكذا:
لم يكن غير حشد من الناس، لكن الشاعر في غليانه الشاعري حذفها وولد البيت الجديد على النحو التالي:
لم يكن غير حشدٍ 
من الغيم أبيضَ
وهنا أيضا، ترفرف فوق هامتك تشكيلة لغوية، محرضة، ومفرحة، وخلاقة.
 تأمل:
جسدي طللٌ..
أين أقداحهُ..
ونداماه..
أين؟
وبينما أنت في دهشة عميقة- إذ كيف يتحول جسدك إلى طلل- يأخذك الشاعر إلى نقلة موفقة أخرى:
أين أقداحهُ،
ونداماهُ 
 أينْ؟
الأقداح طارئة ومثيرة، و(أين) للاستفهام والاستفسار جارحة، وهزة عنيفة لليقظة المفاجئة..
والعلاق تتجسد روعته في هذا التعبير:
عبرت غيمة ٌ..
حائط النوم..
وعادة تعبر الغيوم شعفات الجبال، السهول، الروابي، البحار، الوديان، ولكن الشاعر يباغتك بهذه الشراراة اللغوية ذات اللون الأزرق، تأمل العجز الذي أعقب الصدر:
عبرت غيمة..
هنا ولادة جديدة، والأكثر حذاقة، وخلقا، وجمالا عندما يقول..
أيقظني عطرها..
ربما توقظك تهجدات من أعالي المآذن، ونواقيس معلقة على قباب الكنائس، قد يوقظك ديك الجيران، زقزقة العصافير، أطفال الحارة، أما أن يوقظك عطر، فهذا شيء غريب، والشعر الذي لا يوقظك، شعر كتب عليه أن يتحول إلى رماد..
نهضت غيمة ٌ
غادرت خيمة النوم.. 
ثم تكون تصورات الشاعر مآذن متوارية تحت سجف الماضي.. إن الأجمل في هذه القصيدة تعبيره الرائع:
ويغطون بالدمعِ 
مئذنة شاحبةْ..
ويلاحق تسجيل خيالاته:
ثم أسرت بنا خضرة الغيمِ، 
أسرت بنا
خضرة النوم، قافلة ً
من نجوم مكدرة ٍ 
ويقول في هذا البيت:
الطريق يئنُّ
وكان ضجيج هواجسنا..
كضجيج خطانا..
أن المبتكر الجديد، هنا في نظري، طريق يئن، وللهواجس ضجيج، وللخطى ضجيج أيضاً ..
والشاعر يترك مثل الفقاعات في بركة ماء مربعة تخلق فقاقيع، وتنطفيء من ضربة شمس أو هزة ريح، وفقاقيع الشاعر فقاقيع خضر مبتكرة، ولها إشراقات خاصة..
أن الخلق الجديد في قصائد العلاق يشبه دماء جديدة تحقن جسد اللغة، ومن رحمها تولد القصائد، فالشعر الذي لا تبهرك تهاويل عباراته، وأهازيجه، وتلويحاته، وتباريحه قصائد مصابة بالشلل.
وإذا عرجت على دراسة الديوان، رأيت في كل قصيدة أهلّة. اتوقف ملياً أمام هذه الصورة الشعرية المبتكرة:
يشتتون غيوم روحي
يمسحون غبارها القاسي،
فتبتديء القصيدةْ ..
وفي قصيدة (فاكهة الماضي) الحاملة اسم الديوان، أتوقف أمام هذا التعبير الشاعري الجميل:
والريح في الظلمة ضوءٌ..
والغصون تنحني..
في خضرة المنامْ..
والطرقات الضيقةْ
 قصيدة ٌ
صدى قديمٌ..
شهوة ٌ..
حجارة معتقةْ..
واردف ملاحقا تيارات انسيابه كهرولة الأنهر إلى البحر الكبير:
المحها
في فجر كل يومْ.. 
تنسل من نعاسها
ساعة يحلو النومْ
ساعة يغدو الضوء والظلمة توأمينِ
والندى سريرْ
وتنتهي قافلة المسيرة في هذه القصيدة إلى النهاية:
فاكهة الماضي
على سريرنا الغائمِ،
والنسيم يغمر الحصى..
ويوقظ البراعم الجديدةْ..
وفي التفجيرات المستحدثة في صخور اللغة وغرانيتها (تنسل من نعاسها) يتحول الندى إلى سرير، وتلتقي الظلمة والضوء ويتحولان إلى توأم، والنسيم لا يوقظ انتعاشة في جسدك بل ويوقظ البراعم الجديدة..
وفي قصيدته (زفاف علوان الحويزي)
كلما انتشر الصبح بين القصبْ
فتح الهور قمصانه
للندى، 
ومواقده لأنين الحطبْ..
قهوة ٌ
مرة ٌ،
ورماد أليف ٌ،
وشمسٌ 
مبللة بالذهبْ..
عابرا خضرة الماءِ
مشحوفة غيمةٌ
من حنين وكحلٍ
ومنزله قصب عاشقٌ..
ولعلوان أغنيةٌ
يقطر الكحل منها..
 له امرأةٌ
يتحدث الليل عنها..
له غيظه ورضاهْ
وله الهورُ 
حلْفاؤهُ، 
وفوانيسهُ، 
ومداهْ..
ويردف الجديد من أبياته:
كان فانوسه زهرة ً
تتوهج عند نهاية مشحوفهِ
والنسيم العليلْ
ورقا أخضراً
وغناءً بليلْ..
في هذه القصيدة، لوحات وشطحات مضيئة من خيالات لاهبة، ولعلها من أجمل وأحلى ما بثه من عاطفة النمو، والرحيل، والتربية، عبر تلك الأهوار الجميلة، وسيبقى (زفاف علوان الحويزي) من أحلى المهرجانات الشعرية..