وطن لطيور الماء 1975 

مختارات

  • القصيدةُ المائية
  • الغيمـةُ الواطئـة
  • المـشــيُ بـين أرضــين
  • مطـرٌ للقـرى اليائسة
  • وطـنٌ لطيـور المـــاء
  • إمرأتــان
  • حـديـثٌ ليلـيّ
  • حـرسٌ لنـوم الحبيبة

القصيدةُ المائية

ذاكَ وجهُكِ، أم جمـرةٌ  في ثيــابي؟

أم هوايَ الذي يتشهّى يَديْكِ المغامرتينِ

ويرقُبُ ما يحملُ لليلُ من مطرٍ

للحشائشِ

هل تذكرينَ الحشائشَ في الليل؟

أذكرُها حين تندى، وأذكرها

حين تُفضي بأسرارها للتُرابِ..

 

ذاكَ وجهُكِ..

من أيّما أُفُقٍ تنظُرينَ؟

أرى غابةً مَلأتْها العصافيرُ

تهرُبُ من مطَرِ الصيفِ..

والوردُ فاجأَني ليّناً،

وثيابُكِ، تلك السماءُ الخفيفةُ،

تأخذُني لمواسِمها

إنّ موسمَكِ الرخوَ دشداشةٌ

تخلِطُ الصيفَ بالماءِ، والماءَ بالصَيْفِ

وجهُكِ حشدٌ من الراقِصينَ،

وعيناك عصفورتانِ على طرَفِ النهرِ،

هل تُومِئين إلى الماءِ؟

إنَّ المياهَ تُخفّفُ من ركضِها

حين تلْتفتينَ وتُعلنُ أنَّ يديكِ أشدُّ بهاءً

من الماء والظلِّ بين الغُصونِ النظيفةْ

أيّكُما أنضَجَ الآخرَ، الصيفُ أم أنتِ؟

أيُّكما فاتنٌ في الثيابِ الخفيفةْ؟

 

كانَ وجهُكِ أمسيةً عذبةً، ممطرةْ

تتهامسُ إنَّ الهوى، ها هُنا، راقصٌ

ونسيمُ يُعَرِّفُ أرضاً بأخرى، وماءً بماءٍ

ووجهُكِ ساقيةٌ مزهرةْ

أنتِ  أم غَبَشُ المدنِ الممطرةْ

قالَ لي: خــذْ يــَدِي؟

أنتِ أم غَبَشُ المدنِ الممطرةْ

قال لي: سوفَ أُدنيك من موطنِ السرَّ..؟

 

في الليلِ يُشجي،

ووحشُتها، في المحطّاتِ، تُشجي

وكنتِ كشَمسٍ مبلّلةٍ، تعبُرينَ ببطءٍ على المــاءِ

أو تدخُلينَ قميصي

كما كنتِ حين التحَمْنا معاً ثم فرَّقنَا الدمعُ

فرقنا الخوفُ من هجرةٍ ستجيءُ

ومن مطَرٍ غيرِ هذا الذي يخلطُ،

الآنَ أيّامنَا، سيجيءُ ..

 

يا لقاءَ القطاراتِ، في الليلِ، حيثُ الهواجسُ تبتلُّ..

والأرضُ تُصبحُ أعذبَ من وردةٍ:

خلَّ هذا المطرْ

يطرقُ، الآنَ، نافـذةَ الداخلينَ إلى النومِ

نافـذةَ الخارجينَ من النومِ..

خلَّ المطرْ

جمرةً في قميصي، وماءً

على صَبَواتِ السفرْ ..

 

 

الغيمـةُ الواطئـة

هـا هـنا حَيْرةٌ دافئةْ

شجَـرٌ للصَباباتِ يشحُبٌ

لا خُضرةٌ تتقـدّمُ،

لا غيمةٌ واطئةْ..

 

كيف تخرجُ هذي العصافيرُ من سجنها؟

وأنا أتقدَّمُ في كلِّ أمسيةٍ

صَوْبَ ما يشتهي عاذلي

أتقدَّمُ، منكَسِراً، مثلَما الطيرُ:

كيف انجرفتَ

إلى هذه الوحشةِ، الهوّةِ، الطُرقِ المفضيةْ

لحصىً باردٍ، أو حنين جديدٍ

سيوصلُ للوحشة الثانيةْ؟

 

خضرةٌ تتقدّمُ، أم وحشَةٌ؟

أم هواجسُكَ، الآن، تهمسُ مخذولةً:

كنْ أخفَّ من القَــشِّ في الماءِ،

أو ريشةٍ في المهبِّ ..

وغامرْ:

إلى أيَّ ليلٍ أقلَّ ظلاماً ستنحازُ؟

هذي المسافةُ غادرةٌ

والطريقُ إلى تلكَ يتعبُ،

لكنّ وقفَتَك، الجهْمةَ، الغامضةْ

حيرةٌ باهظةْ ..

 

كيف ليْ أنْ أزيحَ العصافيرَ عن وكرِها؟

إنَّ وحشتَها، الآن، أعظمُ، مما مضى

وتردّدهـا الآن أعظــمُ

هذي العصافيرُ جاثمةٌ في حنايايَ،

عالقةُ مثلَما يعْلَقُ الماءُ بالثوبِ

ها إنّها تتدافعُ  ما بين أوردَتي كالندى،

تُصبحُ، الآنَ، أقربَ من رجفةِ القلبِ،

يابسةً، تتغنّى :

أيا غيمةً واطئةْ

هل تَمُرّينَ بالقلبِ؟

بين وساوِسيَ البيضِ

والحيرةِ الدافئةْ؟

هل تمُرّينَ

يا غيمةً واطئةْ؟

 

ســـيّدي

كم سماءً تعشّقْتَ؟

كم وطناً كنتَ تدفِنُ قلبَكَ فيهِ؟

وتلقي  وساوِسَكَ البيضَ في مائهِ

إنّكَ، الآنَ، في حضرَة الماءِ:

تبتلُّ كلُّ يدٍ

ثمَّ يبتلُّ كل ضميرٍ وكلُّ حصاةْ

أتجئُ إلى النهرِ؟

نخلِطُ بالماء أخطاءنا،

ودشاديشَنا، ورمادَ الحياةْ

ثــمّ قــرّرْ:

إلى أيَّ ليلٍ،

أقلَّ ظلاماً ستنحازُ

يـا سيَّدي..؟

 

 

المـشــيُ بـين أرضــين

” مقاطع ”

 

رحلُ، الآنَ ..

ما بين أرضيْنِ مبتلَّـتين

التي يعتَريني تذكُّرُها،

والتي أتشمَّمُها شاحباً..

تعَّثرُ ما بين أمطارِها وعراقيلِها..

 

أعبرُ، الآن، ما بينَ ليلٍ وآخرَ،

كانَ الندى يُشبهُ الدمعَ،

كانَ الأنينُ القديمُ يعاودُني :

يا لَهذا العناءِ الذي

عاشَرَ الروحَ عامَيْنِ، كيفَ اهتدى؟

نشّرَ، الآنَ، قُمصانَةُ فوقَ بيتي

بَلَّ بالقـــَشِّ، والندمِ المرِّ صوتي..

يا لَهذا العَناءِ االذي سَـلَّ روحِيَ من دفئِها،

والضَياعِ المحبَّبِ،

جرَّدَها من عصافيرِها الطيّبةْ ..

قالَ لي :

في طريقِكَ أرضٌ بلا تعَب،

وأغانٍ بلا كَدَماتٍ،

وذاكرةٌ معْشبةْ..

 

قالَ لي :

لو تَرى قمَرَ الأرضِ

ها إِنّه ناضجٌ وطريٌّ،

أتعلمُ أنّ الكواكِبَ في الكَرْخِ يصعُبُ توديعُها؟

كالغَزالاتِ تعبُرُ ما بينَ ماءٍ وماءٍ،

فتترُكُ أغنيةً ها هُنا،

وبكاءً هناكَ

وتومىءُ، دافئةً كالصَّبيّةِ،

إذ يتخطّى بها الجوعُ دغْلَ الشبابِ البريءْ

قالَ لي: هل تجيءْ؟

 

آهِ.. واسطُ

أذكُرُ هذي العشيّةَ، كُلَّ روازينِها

أتذكَّرُ دِهْلَتَها ليلةَ الفَيَضانِ ..

عصافيرَهـا حين تعترضُ الريحَ،

إنّها، الآنَ، أمُّ تُعّلمُ أبناءَها

كيف يجتمعونَ على صَحَنٍ واحدٍ،

كيف يَغفونَ في غُطْوةٍ باردةْ

وتغّني:

حديثُكَ أم مَطْرَةُ الصيفِ

ما بلَّلتْ عُشبةً واحدةْ؟

 

تتشبَّثُ بي في الرحيلْ

لم يكنْ سَــفَري في الضُحى

كنتُ أرحَلُ، إنَّ الأصَحَّ أُضيِّعُ مملكةً

في صباحٍ ثقيلْ..

أتأمّلُ ذاكرتي

حيثُ تختلطُ الأرضُ بالماءِ،

والماءُ بامرأةٍ تشْبُهُ الأرضَ

مهمومةً تتأملُ هجرةَ  أبنائِها..

تلك واسطُ أمٌ وأرضٌ، وريحْ..

لستُ أملكُ غيرَ تذكُّرِها

والبكاء عليها،

وواسـطُ مِنْشَفةٌ للجريحْ..

 

 

 

مطـرٌ للقـرى اليائسة

شجَرٌ،

قُرْبَ هذي البيوتْ

كنتُ أحبْبتُ أوراقَهُ، ومصاطِبَهُ

– سيِّدي

متعَبٌ أنتَ

تجهَلُ لونَ يديكَ المشقَّقتينْ

واتّجاهَ الرياحِ الثقيلَةِ،

تجهَلُ أنَّ الحَصَى سيّدٌ حين يبتلُّ بالماءِ،

أو حينَ يبتلُّ من جُرُحٍ في اليدينْ ..

 

خَلْفَ هذي البيوتْ

خَلْفَ أشواكِها،

وهواها المسائيِّ جّربْتُ أن أرتدي

لهفةً لم أذُقْ طعمَها بعـدُ،

أنْ أشتهي وطَناً ليس يجهَلُ لونَ يديهِ،

ونبضَ أصابعهِ ..

 

سيّدي،

أيُها الشاحبُ المرتَخي،

بينَ هذي البيوتْ

مثلَما يذبلُ الحطَبُ، المتعَبونَ، القُرى..

مثلَما تتعرّى التُخوتْ

في الصباحِ المبلَّلِ، من دفْئِها..

 

كلُّ أخطائِهِ عتَبٌ، ونكاياتِهِ عتبٌ

هادئٌ مثلَما الغيمُ في أوّلِ البردِ،

أحببتُ أشجارَهُ،

– ما الذي يجعلُ القلبَ يخفِقُ كالخَيْطِ؟

يعشَقُ أخطاءَ قاتلِهِ ومصاطِبَهُ اليابِسَةْ؟

وطَنٌ يرتخي كالندى..

لامعاً في رمادِ القُرى اليائسةْ..

 

 

وطـنٌ لطيـور المـــاء
هذي الليلةَ، افرشُ ثوبي،

أتعاتبُ والوطَنَ الضيّقَ.

أدخلُ أيّامَ الشُعَراءِ المكتَئبينَ،

ويدخلُ أيّامي الشعراءُ المكتئبونَ،

ونخلِطُ وحشَتَنا

تفصِلُني عنكَ ثيابُ العَتَبِ الناحلِ، مثلَ الماءْ،

أيَضيرُ الوطَنَ المتسامحَ

أن يلهوَ بينَ الفقراءْ؟

 

وطنَ الماءِ

أثرثرُ باسمكَ ساعةَ يَندى الليلُ الموحشُ في الساحاتِ..

أثرثرُ باسمِكَ إذ تشحُبُ حِصْرانُ المقهى،

يتسلّقُ مصْطبتي البرْدُ..

وأحلُــمُ:

لو تأتيني، الليلةَ، أبيضَ كالنجمةِ،

تخرجُ من كوخٍ أبيضَ،

يقطرُ من قدميكَ الطين..

نتعاتبُ، نَشبكُ أيديَنا، ونُؤالفُ

ما بينَ الأوطانِ المهمومةِ

والأبناءِ المهمومينْ ..

 

شجَرٌ للأوراقِ المـرّةِ والأخطاءْ

قمَرٌ ملتَهبٌ، مهمومٌ، قُربَ الماءْ

قُمصانٌ تُفرَشُ،

مصطبةٌ تَشحُبُ في أيّامِ البردْ

وأنا، الليلةَ، كم يُعجبُني أنْ أتغّنى

بمفاتِنَ غيرِ محرّمةٍ

وطيورٍ لم تهبطْ بعْــدْ

 

آهٍ.. لو يأتيني الليلةَ

أفرشُ ثوبي، نتعاتبُ،

هل يأتي وطَنٌ دونَ ضجيجٍ؟

دونَ شتائِمَ للأبناء المهمومينَ؟

ـ سأشهقُ حينَ يجئُ الليلةَ

أفتحُ قُمصانيَ للريحِ،

وأهتفُ، منتشراً، كالماءْ

هذا الوطن الواسعُ جـــاءْ

أبيضَ كالفضَّة، مبتلاًّ

عَــذْبــاً كطيورِ الفقراءْ

يحمِلُ قمصاناً للجرحى

وأضابير:

سيهبط منها

المنفيّونَ

الأطفالُ

الريحُ

الشُعَراءْ…

 

هذا الزمَنُ الواسعُ جـاءْ

أحلاماً للمكتَئِبـينَ، وأغصانــاً

لطيورِ المـــاءْ..

 

إمرأتــان
” مقاطع”

 

إنّهُ أولُ البردِ..

ذا مطَرٌ غامضٌ، وأماسٍ مبلّلةٌ

أيُّهذا المغّني الذي جفّفَ الصيفُ أشجارَهُ

إنَّ تاريخَك امرأتانْ

والتي أوصَلّتكَ إلى الماء

غيرُ التي أوصلتكَ إلى مائِها..

 

النساءُ اصطحَبْن العصافيرَوالنومَ للبيتِ..

أغلقنَ أثوابَهنَّ على قمَرٍ دافئٍ، ومياهٍ تغامرُ ..

ها إنّني الآنَ، منكَسرٌ تحتَ هذي السماءِ الكبيرة

أتشهّى يدَيكِ، كما تتَشهّى الطيورُ

عُذُوبةَ أعشاشِها في الظهيرَة

 

وجهُ أمّي، العشيّةَ، يغمرُني بالحشائشِ والَلْومِ

يغمرُني بثيابٍ مبلَّلةٍ، وعصافيرَ كالقطنِ..

يا وجهَها المتغضّنَ قلْ أيَّ شيءٍ صغيرْ،

فأنا أترقّبُ، هذي العشيّةَ، أهفو إلى ضوئِكَ اللـيَّنِ،

الشاحـبِ المستديرْ..

 

لي منكِ هذا الجوارُ النهاريُّ

هذي الأصابعُ يغسلُها البردُ:

يا وطن الماءِ، من خيمةٍ في الفُراتِ

الطريِّ، الكئيبْ..

جئتَني بحصىً باردٍ

وأصابعَ مهمومةٍ

ورمادٍ غريبْ.

 

كنتُ أنتظر الفجرَ

تختصمُ امرأَتانِ على وحشتي

كلُّ واحدةٍ تشتَهي طرَفاً

جاءتِ امرأةٌ أوصلَتْني إلى الماءِ

وامرأةٌ أوصَلتْني إلى مائها

(إنّ في الرملِ رائحةَ امرأتـينْ)

تركتْ عند حُرّاسها وردةً

وأتتْ دونَما ورقٍ ممطِرٍ

في اليـدينْ..

 

 

حـديـثٌ ليلـيّ

إنّهُ ورقُ الحنطةِ القاتمةْ،

إنّه شجَنُ للطيورِ التي لوّحتْ

للسواقي بأدمُعِها المرّةِ

الناعمةْ ..

جئتُكَ، الآن، يا سيّدي

إنّما السوقُ أغلَقَ كلَّ دكاكينِهِ،

ويدي وحشَةٌ تملأ الثوبَ،

مهمومةً ..

قيلَ إنَّ العصافيرَ تهربُ..

إنّ الدكاكينَ تُغلقُ أبوابَها ..

ـ سيّدي

لكَ في القلبِ مصْطبةٌ فاجلسِ، الآنَ،

إنَّ الحديثَ، كنَقرِ العصافيرِ

في الليلِ، مٌغْرٍ، ومكتئِبٌ

مثلَما ورَقُ الحنطةِ القاتمةْ..

فاجلسِ، الآنَ، يا سيّدي،

إنّني عاشقُ للطيورِ التي لوّحتْ

للسواقي بأدمعها المرّةِ الناعـمةْ..

آهِ يا سيّدي

كنتُ ألمحُ بعضَ الطيورِ يُهاجِرُ،

والسوقَ يُغلقُ أبوابَهُ..

كنت أعشَقُ  تلكَ الطيورَ التي هاجرتْ..

والطيورَ التي لم تهاجِرْ، ولم تلتجيءْ للجسوُرْ

وأنا، الآنَ، أنتَ

كِلانا حزينٌ،

كِلانا مقيمٌ، ومرتحلٌ

كالطيورْ …

 

 

حـرسٌ لنـوم الحبيبة

تجُاورُني العصافيرُ النحيفةُ

تَشتهي تعَبي،

تُبلَّلُني كآبتُها، فأحرسُ نومَ سيَّدتي،

وأكتبُ: نومُها ماءٌ،

وأُكمِلُ: وردةٌ في البابْ

تُعطَّرُ رملَ أيّامي،

وتوقظُ شهوةَ الأعشابْ

 

إذا ما رشّـتِ الغـزلانُ

وحشتَها المبلَّلةَ، اختلطنا

نحنُ والرملُ الفُراتيُّ،

استدارتْ وحشتي شجرا ومجذافاً ..

و “راوةُ” سعفةٌ في القلب،

عاشَرَني هواها الشاحبُ، الصيفيُّ،

حاصَرَني على أبوابِها الحُراسُ،

همهمتِ القبائلُ:

إنّه الغجريُّ، طافحةٌ كآبتُهُ،

احتمى بالرملِ والفُقـراءِ

كان الدمعُ أخشنَ من غُبارِ الصخرِ،

كانَ الجوعُ يقطرُ من أصابعهِ،

انكَسَرْتُ، كأنّني قَدَحُ

و”راوةُ” في دمي طيُر من الفضَّة ..

 

أجيُئكِ، إنّني جمٌر يغّني

ونافـذةٌ مطاردةٌ، وبابُ ..

أجيئُك شاحباً، كالرملِ، خشْناً

وفي كفَيَّ ينتحِبُ التُرابُ

أجيُئكِ

لو شمَمْتِ رمادَ وجهي

لفـاَحَ الدمعُ.. واشتعلَتْ ثيابُ ..

 

أغنّي حولَ سيّدتي،

وأحرسُ نومَها المائيَّ، أفتَحُ جمرَها،

يأتي المساكينُ، الغزالاتُ،

العصافيرُ النحيفَةُ، خَشْنَةً في البَـردْ..

تجاورُني، وتتركُ فوقَ قمصاني

حصىً ..

أووحشةً ..

أو وردْ..